الثلاثاء، 8 فبراير 2011

رسالة إلى فلسطين

أحيانا .... تقابل بعض الاشخاص الذين يجعلونك تعرف كم هي نعم الله عليك .... وبعضهم ... تراه لتتأكد ... بأن داروين ونظرية التطور على حق ... لأن الانسان الذي يقف امامك هو بحق حلقة الوصل بين الانسان والقرد .... 
ولكن الاهم من هذا كله ... هو ذلك الانسان الذي عندما تقابله ... يجعلك تشعر بصغر حجمك امامه .... بسبب تاريخه وتضحياته ... تشعر بأن الزمن توقف وانت امامه ... لأن الزمن يقف إحترما له ... قضى كل حياته من اجل قضية في المعتقل ... ليوصل بها 

رسالة إلى فلسطين
أمي الحبيبة ..... 
لا تحملي الهم بعد اليوم ... فنحن أطفالك قد كبرنا ... 
ولا تقولي قد مللت .... ونحن اكثر من نصف قرن وما مللنا ... 
ولا تخافي ... فأطفالك الشجعان شبوا .... فهذه في الحياة ... أمر طبيعي وسنة .. 

أمي الحبيبة
انا أعلم انهم قد قطعوك ألف قطعة ... 
بأسوار من الاسمنت ... ووالله ما زادت حياتنا غير متعة ... 
لا تقلقي .... سنقلع أسوارهم ... ولكن سكوتنا ...من باب أن الحرب خدعة ... 
ولا تهني ... ولا تحزني ... فنحن رغم هذا الهوان علينا وما هنا ... 


فلسطين العزيزة 
أنت أرض الرباط المقدس إلى يوم القيامة ... 
وانا أعلم أن اليهود قد قتلوا الحمامَة  ... 
لا تقتلي... سندفنها ....وندفن أشلائهم .. 
ولكن انتظري عودتنا ... سنعود ... فنحن قوم قد صبرنا 


فلسطين الغالية 
قد هجم اليهود ... كما المغول ... وبلاد العرب قد نامت ... 
وقام يهود الدنيا ... وبلاد العرب والاعراب ما قامت ... 
لا أدري ... لعلهم ضلوا الطريق ... ودافعوا عن دويلات لا نعرف أصلهن ! 


أختي فلسطين 
انا لا أكتب التاريخ لك .. ... 
انا أكتبه لأبناء الذين ... 
فهم لم يتحركوا .. كالهمّ ظلوا واقفين ... 
لست ادري .... هل العيب كان وقوفهم ... أم هي سرعة في المعتدين 
لكن المهم .... أن الكل مذنب ... وأنت لكل ذنوبهم ... لتغفرنّ 


أمي فلسطين 
لا تخجلي إذا شاهدتنا مأسورين في السجون بلا ملابس .. 
ومقيدة بالسلاسل أرجلنا .... ودقت في اعناقنا كل المحابس ... 
لا تخجلي ... فنحن بكل عريينا أستر .... وأكثر سعادة ... والجندي بكل دروعه وسلاحه ...يظل عابس .. 
أجل أمي .... لا تخجلي بنا .... فنحن أبد الدهر منك ما خجلنا ...




فلسطيني .... وأمي الحبيبة ... وعروستي ... وأختي الموؤودة ... 
لماذا نحن من يوم ميلاد المسيح إلى موته قوما نعاني ... 
غيرنا يقلب نفسه بالنعيم ... وفي نظم الاغاني ... 
أليس الاولى ان يقاتلوا جانبي .. وينصروا أمهم ... 
ولكن ... كيف أغضب ... وأنتي  عليهم قد أقسمتي .... لتغضبنَّ ... 


إبنتي الجميلة ... 
لا تخافي .... فانا رجل المنزل هذا اليوم بلا منازع .... 
ورجولتي ....بداخلي لا أعرف أصلها .... ولكني أظنها دينا ووازع ... 
لا تقلقي .... فانا رجل المنزل اليوم ... حتى لو كنت خلف قضبان السجن قابع ..
أجل يا بنية .... انا الرجل بسجنهم .... ولكنهم ما زالوا .. لا يدركونا ... 

أمي .... 
لن أطيل  عليك رسالتي .... فها انا واقف مع إخوتي .. وانتي إلينا ومعنا ومنَّا ... 
أخوتي لا يريدون الرجوع معي .... كلهم أقسم ليستشهدنَّ 
فهذا محمد مستبشر .... وعيسى متفائل ...وكذلك الامر مع رامي وحنَّا 


لا تخافي علينا أماه منهم .... إنهم قوم ... بهم جهالة ...وجُنة ... 
وتيقني .... بأن كل قتلاهم في الجحيم .... ولكل شهيد منَّا ألف جنة 

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

بدون تعليق :)