دائما أقول .... بأن الحرب لها حكمة .... حكمة قد لا يرى الكثير منها الوجه الحسن فيها .... ....أحيانا لا يكون موجودا ... وإذا وجد .... فإن الذي يراه .... هم الضحايا ..... الذين قدموا كل شيء .... لإرضاء شخص ما ... قد لا تذكر الحرب العالمية الاولى .. او الثانية ... مع ان عدد القلتى وصل إلى مئات الملايين ... وبالمقابل تجد أشخاصا لا يفكرون بغيرها .... لانهم فقدوا عزيزا عليهم فيها ....
والحياة هكذا .... لا احد ينسى فيها معركته .... وهذا أنا ... كيف انسى
معركتي
في اليوم الخامس ... من الشهر السابع .... إلتقى الجيشان ...
فريق يشهد " أن لا إله إلا أنا " .... وفريق يقسم بأني شيطان ...
فريق عنيدٌ ... أبى أن يتذكر .... وفريقٌ عزيزٌ أبى النسيان .. .
في اليوم الخامسِ .... إلتقى الجمعان ...
أنا أعرف جيداً ... بأنهما مجرمان ...
ففريقٌ .... واثقٌ أنني ما خنتُ ...
وفريق يقاتل لأني خوان ...
وبدأت المعركة ....
وعلت صيحاتُ الرجال ....
وأذن مؤذن الحربِ أن حي على القتال ...
والحرب عنيفةٌ .... ومخيفةٌ .... والحرب سجال ...
وأنا كنت الحزينَ بحربها .... فقبل اليوم ... كانا صديقان ...
ياااااه .... لو أنها لم تخنِّي ... لما كان بالاصل هناك فريقان ....
وعلت السيوف .... وكان وجهي حبيبتي مرعبٌ ... كما الكسوف ...
والفريقان ... قد أسرفا بالقتل ..... والقيامة قد تقوم قبل الاوان ....
أجل .... أعرف... لقد كنت دوماً جبانا ...
كانت تصرخ... تصيح ... وأنا كما الكتبُ حين المغول غزانا ...
والان أنا في معركة قد لا أعيش بعدها ....
لكنني أريد .. أن أكون مثل الفرسان شجعانا ...
ولا يهم أبدا ... إذا فزتُ ... أو خسرتُ ... قتلتُ ... أو انتهى الأمر بي معلقاً مصلوباً ...
أو هائما على وجه الارض ... أو قاعها ... أو تائها سكرانا ...
فالحربُ مخيفةٌ ... وقد لا ينجو اليوم منها إنس ولا جان ....
في الشهر السابع .... إلتقى الجمعان ...
وكان الكل يريد النصر ...
قومي أرادوه كي ينقذوني ... وأعدائي أظنهم ... نسوا الاحسان ...
كل هذا لأنها كذبتني .... وصدقت اثنان ؟؟
آه .... أنا لا أكذب .... فقد علمني الله .. أنها لا تكذبُ الفرسان ...
وأريد أن أكون فارساً ... لا يضعفُ ولا هو بالرغم من الضعفِ هان ..
والله علمني أن أكون طماعا بالفطرة ِ بالاحسان ...
فجنة واحدة لا تكفيني ...
أليس لمن خاف مقام ربه جنتان ؟
هل يصير هذا الجحيمُ ... إلى جنةٍ في آن ؟
أتمنى ...
ففي اليوم الخامسِ قتل فينا الانسان ...
وتلك الواقفة بين جنودها .... تظنهم يحموها ...
ولن يقيها شري اليوم .... إنسٌ ولا جان ....
ولن أغفر لها أبداً ... فالله قد يغفر الذنوب لها !
أما أنا ... ليست من شيمتي الغفران
تلك التي تحاربني هناك ... تظن بانها على حق ... وأنني مخطئ !
وأن الله في حكمه غيران !!
مسكينة ... لو أنها تعرف كيف يفكر الفرسان
في الشهر السابع ... دماؤنا .... سالت في الجحيم كما الطوفان
والمعركةُ عنيفةٌ .... ووجوه فرسان الظلام مخيفةٌ ...
والحر الشديد هنا ... زادته حرارة الايمان ...
لا مجال للانسحاب ... فالماضي يملؤه الضباب ...
والمستقبل كوجه حبيبتي مجهولٌ ... كما مطر السحاب
ليس لك إلا الحاضرَ ... فعليك به ... وأطلق لخيالك في الهوى العنان ...
لا تسيئي فهمي ....
فأنا بيدي قتلتُ ألافا من الأطفالِ والنساء ..
لستُ اندم .... فقد كانوا على الأرض حين هجم الطوفان
وذنبهم .......مممممممم ...... أظنه قولهم ... بأن فريقي يقوده الشيطان ....
وصديقي جواري ... سفاح هو .... مخيف وجبار ...
كان يريد الانتقام .... يريد أن ينتقم لي .... ويريد لأرضه السلام ....
وبعد الحرب يريد الإبحار ... إلى أرضٍ لا وجود لها
... كل شيء فيها واقف معك ... كما الازهار
في اليوم الخامس .... من الشهر السابع ...
انتهت المعركة ... ولم يُحَدد لها مكان ....
مات كل الرجال فيها .... وهي ما زالت هناك بلا أعوان
أمسك بها صديقي يريد أن يقتلها ....
فطعنته بسيف ...سنه الشيطان ...
وطعنتني به ألف طعنة ...
ولكنني وصديقي ... لم نمت ... بل أمامها واقفان ...
تعجبت !!!! تساءلت ... وحملقت بسيفها ....
وصاحت ..... موتوا ... إذهبوا للجحيم الآن ....
فأنتم وأمثالكم مصيركم الخذلان ....
فنظرتُ إلى صديقي وابتسمنا .... وقلت لها ...
تأكدي يا حلوتي ... قصتي بعد هذه الحرب لم تنتهي .... فأنا لم أبدأ بعد !!!
أجل ... قصتي الآن بدأت .... فكان يا مكان ...
" فإذا كانت الحياة للبشر مرة .... فكم هي المرات يعيشها الفرسان ..."